الشاعر: إبراهيم عبد الحميد الأسود.. سوريا
بغداد
بغداد
#poem_4c295e24a9cfe td {
font-family: Tahoma, Verdana, Arial, Helvetica, sans-serif;
font-size: medium;
font-weight: bold;
}
font-family: Tahoma, Verdana, Arial, Helvetica, sans-serif;
font-size: medium;
font-weight: bold;
}
صخبت بناتُكِ والورى هُجّادُ |
ما هذه ااضوضاء يا بغدادُ ؟ |
مِن أي صوبٍ أم لأية غايةٍ |
هذا العديد وذلك الإعداد ؟! |
مَن هؤلاء العُصبة الآتون في |
جنح الظلام حشودهم تزدادُ ؟ |
حطت جموعُهمُ بأرضكِ ، مثلما |
بالحقل مزدهياً يحط جرادُ |
أتراه في هدفٍ نبيل ٍ جمعهم |
أم أن أمراً في الخفاء يرادُ ؟ |
كيف استقام لهم ، وكيف تحالفوا ، |
ورمَوْكِ عن قوس ٍ وهم أضدادُ ؟! |
هل عُرِّبَ النفرُ اليهود وأسلموا |
أم أن إسلام العروبة هادوا ؟ |
كيف النقيض مع النقيض توحدت |
أهدافه ، وتلاقت الأبعادُ |
لو لم تكن في مسلمينا لوثةٌ |
أو كان في إسلامهم إلحادُ |
جئتم لتحرير العراق ؟ .. لُعنتمُ |
حريةٌ هذي .. أم استعبادُ ؟ .. |
أيكون من أجل العراق وشعبِهِ |
يُفنى العراق وشعبُه ويُبادُ ؟! |
أمِنَ اجل أسلحة الدمار يجوز أن |
تفنى بأسلحة الدمار عبادُ ؟! |
ما شأنُكم حبُّ العراق ، وإنما |
نفّذتُمُ ما أوعز الموسادُ |
لا غرو إذ خُلق العبيد ليسمعوا |
وينفِّذوا ما يأمر الأسيادُ |
بغداد يا حوتاً تعاظم شأنهُ |
ما كان يسهل أنه يُصطادُ |
خافته أسماك المحيط ، فأعملت |
من أجله الآراء والأرصادُ |
لكنه ولحكمةٍ غيبيةٍ |
حل القضا واستضحك الصيادُ |
يا دهشة المرأى ،وقلبكِ نابضٌ |
وبقيةُ الأعضاء منكِ جماد |
يا حيرة الرائي ، يرى أثر السيا |
ط ، وليس يدري من هو الجلاد ! |
يا أنتِ محتضَراً ولم يُخفِق له |
عزمٌ ، ولم يَخفق عليه فؤادُ !! |
وكذلك الأفذاذُ إن عَقَرت بهم |
نُوَبُ الليالي يشمتُ الحُسادُ |
ويقال يا بغداد أنكِ ظالمُ |
متهوِّرٌ لغروره منقادُ |
وجه الملامة بَيِّنٌ ، لكنّما |
( أنصر أخاك ) له مدىً ومفادُ |
ويح الإخاء ، وويح هاتيك اللغى |
إذ صار نكراً بينهنّ الضاد ! |
ويح الدم العربي حين تعطلت |
فيه الوشائج واعتراه فسادُ ! |
إن الأعاريب الذين يثيرهم |
داعي الحميّة في المآزم بادوا |
صاروا أحاديث المساء نقصُّها |
عند المنام ليرقد الأولاد |
وتراثهم أمسى رفاتاً مثلهم |
قد يستحي من ذكرها الأحفاد |
لو قلتِ ( معتصماه ) لم يسمعك |
إلا السفح ، ثم يجيبك الترداد |
أو قلتِ وا رهطاه ، لم ينجدك قع |
قاعٌ ولا عمروٌ ولا مقداد |
أو قلتِ وا قوماه ، لم تَعْبَأ لها |
مضرٌ ولم تُجِب الصريخ إياد |
وأظنهم لو أنكِ استنجدتِهِمْ |
لأتوْكِ من أجداثهم ، أو كادوا |
بغداد يا مجداً تراكَم أعصُراً |
وضعت له أسَّ الحضارة عادُ |
أرسى عليه الأولون قواعداً |
شمخت على هاماتها الأمجادُ |
تعمى العيون ولا نرى يا أمَّنا |
هذا البناء المعتلي ينآدُ |
عَزّ المصابُ وعَزّ قبلك أن نرى |
حُراً تعض برجله الأقيادُ |
أمّا العجيب ، فعند أول وهلةٍ |
لَغَطَ الرُّواةُ وأخرس النقّادُ |
صَمَتوا ولم ينبِسْ جبانٌ منهمُ |
وتراءت الأضغانُ والأحقادُ |
الكل طأطأ رأسهُ ، فشريفهم |
عبدٌ ، يُجَر بشعرةٍ ويُقادُ |
إنْ هيئةُ الأمم التي إن قَرّرَتْ |
فلها دماء المسلمين مدادُ |
أو مجلسُ الأمن الذي من عدلهِ |
الحبل والكرسي والأعواد |
أو مصرُ والأردنُّ إذ قامت لها |
سوقٌ تدر عوائداً ومَزادُ |
أو أنها دول الخليج ، وعلمُكمْ |
هي للغزاة ذخيرةٌ وعَتادُ |
كلٌّ تحيَّز للعدو ، وحبذا |
لو أن ما وقفوا عليه حيادُ |
ما عادت الأعرابُ تؤمِن أو تَرى |
( أن الحياةَ عقيدةٌ وجهادُ ) |
فَزّاعةُ الإرهاب أعمت رشدهم |
لم يعرفوا ما الخلد ما الإخلادُ |
تركوكِ في زيزاء يعصف شرُّها |
من هولها تتفطر الأكبادُ |
لكن تربك يا عراق منزهٌ |
عن أن تدنس طهره الأوغادُ |
هذي العلوجُ شعارُها (فرق تسد) |
وقوام شعبكِ نخوةٌ وعنادُ |
تعوي ذئابُ الغدر ، إلا أنها |
تُخسا إذا زأرت لها الآسادُ |
أسفاً عليك قتيلةً لم يرثِها ال |
شعراء ، وهو الواجب المعتاد |
ما أبّنُوكِ ، وهم بَنُوكِ ، وما بكى |
أحدٌ ، ولم يُعلَن عليكِ حداد |
بل حينما قامت لديك مآتمٌ |
قامت لدى إخوانكِ الأعيادُ |
لا بأس يا بغداد ، إن بقيةً |
للسيف ، قد تنمو بها الأعداد |
إخوان يوسف كايَدوه ، وإنهم |
سجدوا له لمّا أتى الميعاد . |
يا أمة الإسلام صبراً .. إنما |
للّه فينا رجعةٌ ومعادُ |
تا الله ما مات العراقُ ، و إنما |
هي هزةٌ ، كي يصحُوَ الرُقّادُ |
ما هذه أعراضُ موتٍ ، أبشري |
يا أمتي .. فلعله الميلادُ |